في خريف عام 1936 ، تأسس حزب الكتائب اللبنانية في ظل الإنتداب الفرنسي في ذلك الوقت على لبنان. ومنذ بدايته آمن حزب الكتائب بلبنان وطن حرّ مستقلّ تعددي حضاري وكان هدفه الحفاظ على هذا البلد الذي شكل لمسيحيّ الشرق المنفذ الوحيد ليكونوا مساهمين أساسيين وفاعلين في الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية وعمل على تحقيق هذا الهدف في كل المفاصل السياسية الأساسية التي مرّت على هذا البلد مقدماً آلاف الشهداء والكثير من التضحيات في سبيله
لمحة تاريخية :
- عام 1943 شارك حزب الكتائب في شكل فاعل في تحقيق إستقلال لبنان وهو الذي خاط أول علم لبناني الذي وقع عليه جميع أعضاء الحكومة في بشامون في ذلك الوقت
- عام 1958 تصدى حزب الكتائب بالتعاون مع حلفائه لمحاولة الإنقلاب على الدولة اللبنانية والنظام اللبناني من قبل الجمهورية العربية المتحدة التي كان يتزعمها جمال عبد الناصر ونجح في الإبقاء على هوية لبنان وإستقلاله
- عام 1969 رفض حزب الكتائب إتفاقية القاهرة التي أتاحت للفلسطينيين إستعمال جنوب لبنان للقيام بعمليات عسكرية على إسرائيل وسميّ الجنوب اللبناني في وقتها "فتح لاند"
- عام 1975 تعرضت الدولة اللبنانية والكيان اللبناني لأخطر تهديد في تاريخها الحديث حيث حاولت منظمة التحرير الفلسطينية السيطرة على لبنان وتحويله الى وطن بديل للفلسطينيين فتصدت الكتائب لهم عسكرياً بعد فشل الدولة في الدفاع عن نفسها وخاضت الكتائب أشرس المعارك حيث سقط لها آلاف الشهداء ومنعت مشروع توطينهم في لبنان.
- عام 1982 إغتيل قائد المقاومة اللبنانية الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميّل على أيدي أحد عناصر الحزب القومي السوري الذي فجّر مقر الكتائب الذي كان يتواجد فيه بشير في الإشرفية فإنتخب الرئيس أمين الجميّل رئيساً للجمهورية خلفاً له.
- خاضت الكتائب في فترة الثمانينات معارك ضارية ضد القوات السورية التي كانت قد إحتلّت أجزاء كبيرة من لبنان وسقط لها أيضاً آلاف الشهداء
- عام 1990 سيطرة القوات السورية على كل لبنان ودام إحتلالها له 15 عاماً نفي فيها الرئيس الجميّل الى فرنسا وتمّ وضع يدّ السوريين على حزب الكتائب طوال فترة إحتلالهم
- عام 2005 شارك حزب الكتائب بشكل فاعل وقوي بثورة الشعب اللبناني ضد الإحتلال السوري وسميّت ثورة الأرز وكان بيار الجميّل من أكثر الفاعلين على الأرض لإنجاح هذه الثورة التي حررت لبنان من جديد من الإحتلال فكان الإستقلال الثاني
- عام 2006 تعرض حزب الكتائب لنكسة جديدة فإغتيل الوزير بيار الجميّل من قبل مسلحين إنهمروا بالرصاص على سيارته ما أدى الى قتله فوراً
- عام 2007 عادت الإغتيالات الى الحزب فإغتيل النائب في البرلمان اللبناني أنطوان غانم بعد تفجير سيارته
حزب الكتائب اليوم :
في ظلّ تعاقب الأزمات السياسية التي شهدها لبنان منذ استقلاله الأول عام 1943 والتي أثبتت هشاشة النظام الوحدوي التوافقي في الحلّ السلمي للنزاعات بين اللبنانيين، يدعو حزب الكتائب اليوم لمقاربة علمية وموضوعية لمشكلة هذا النظام للوصول الى السلام والإستقرار الذي ينشده شعبه. هذه المقاربة تهدف لإعادة تقييم الثغرات في النظام اللبناني والبحث عن بدائل متطورة وحديثة أسوة بسائر الدول التعددية التي إعتمدت هذه الطريقة بعد خروجها من نزاعات داخلية دموية طويلة الأمد.
رؤية حزب الكتائب لتحقيق السلام في لبنان:
- تحقيق نظام تعددي جديد للبنان يحفظ الصيغة التعددية للمجتمع اللبناني
- التخلص من كل السلاح غير الشرعي المتواجد مع الكثير من الإطراف اللبنانية منهم حزب الله والمخيمات الفلسطينية وبعض السلفيين
- رفض التوطين الفلسطيني والعمل على منع حصوله
- المحافظة على الوجود المسيحي الحرّ في لبنان
وتحت هذه العناوين يخوض اليوم حزب الكتائب معركة قاسية بوجه حزب الله الذي يحاول بقوة السلاح الخارج عن إطار الدولة فرض ثقافته على المجتمع اللبناني ضارباً بعرض الحائط خصوصيته التعددية التي يمتاز بها ويحاول تحويل لبنان من بلد آمن مستقر مؤمن بثقافة السلام والإنفتاح على دول العالم الى بلد مواجهة ومقاومة ، بلد الإنعزال المعتمد على ثقافة الموت والجهاد والإستشهاد
كما يواجه حزب الكتائب اليوم أحد أهمّ الملفات المطروحة على الساحة السياسية اللبنانية وهو ملف اللاجئين الفلسطينيين الموجودين على أراضيه والذي لطالما عمل حزب الكتائب طوال فترة الحرب اللبنانية لمنع تحويل لبنان الى دولة بديلة للفلسطينيين وما زال حتى اليوم يعمل لمنع توطينهم لما من شأنه التأثير على التوازن الديمغرافي للبنان.
كما يعتبر حزب الكتائب أن الوجود المسيحي الحرّ في لبنان هو أساسي ومهم ليس فقط للبنان بل للمنطقة كلها ولذلك يعمل حزب الكتائب لتحقيق السلام والإستقرار والحياة الكريمة والديمقراطية في لبنان لمنع هجرة المسيحيين منه الى البلاد الأخرى بحثاً عنها
إن حزب الكتائب الذي عانى كما لبنان من الإحتلال السوري منذ 1990 حتى ال2005، يحاول اليوم النهوض من جديد وهو في هذا الإطار قد أعاد التنظيم الى صفوفه التي إنضم اليها آلاف الطلاب الذين خاضوا أشرس المعارك والمظاهرات في الجامعات والمدارس بما كان يعرف "بالمقاومة الطلابية" في وجه الإحتلال السوري للبنان، وهو ما من شأنه إعطائه الدفع والعزيمة المبنية على تاريخ مليء بالتضحيات من أجل الوصول الى بلد آمن ومستقر...بلد السلام والإنفتاح...بلد ديمقراطي تعددي يحفظ حقوق جميع المجموعات الثقافية فيه
|